لماذا نسب الله البيوت الي النساء في القران - اسال و اتعلم

اخبار الموقع

اسال و اتعلم

مدونة دعوية تهتم بنشر العلم الشرعي وتعاليم الاسلام

20‏/04‏/2020

لماذا نسب الله البيوت الي النساء في القران

ومضات في التفسير
ومضة تفسير لا تخرجوهن من بيوتهن 
لماذا نسب الله البيوت الي النساء في القران ؟
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
مكانة المراة في الاسلام
القول في تأويل قوله تعالى:( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا (1) فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا (3)) .
قوله تعالى : ( واتقوا الله ) قال مقاتل : اخشوا الله فلا تعصوه فيما أمركم و ( لا تخرجوهن ) أي لا تخرجوا النساء من بيوتهن التي كنتم تساكنونهن فيها قبل الطلاق ، وعلى الزوجات أيضا أن لا يخرجن حقا لله تعالى إلا لضرورة ظاهرة ، فإن خرجت ليلا أو نهارا كان ذلك الخروج حراما ، ولا تنقطع العدة . وهنا تكريم للمراة من الله عز وجل ان نسب البيت اليها (بيوتهن) ليس هذا فقط بل وامرها الا تخرج من بيتها بعد الطلاق حتي تنقضي العدة .

وقوله تعالى : ( إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) قال ابن عباس (رضي الله عنه) : هو أن يزنين فيخرجن لإقامة الحد عليهن ، [ ص: 30 ] ، وقال ابن عمر (رضي الله عنه) : الفاحشة خروجهن قبل انقضاء العدة ، وقال الضحاك والأكثرون : فالفاحشة على هذا القول هي الزنا ، وقال السدي والباقون : الفاحشة المبينة هي العصيان المبين ، وهو النشوز ، وعن ابن عباس (رضي الله عنه): إلا أن يبذون فيحل إخراجهن لبذائهن وسوء خلقهن ، فيحل للأزواج إخراجهن من بيوتهن . 
* ومما لا يجوز التراضي من الزوجين على إسقاطه ، فلم يكن لها الخروج وإن رضي الزوج ، ولا إخراجها وإن رضيت إلا عن ضرورة مثل انهدام المنزل ، وإخراج غاصب إياها أو نقلة من دار بكراء قد انقضت إجارتها أو خوف فتنة ، أو سيل أو حريق ، أو غير ذلك من طريق الخوف على النفس ، فإذا انقضى ما أخرجت له رجعت إلى موضعها حيث كان .
* ما معنى الجمع بين إخراجهم وخروجهن ؟

نقول : معنى الإخراج أن لا يخرجهن الازواج غضبا عليهن وكراهة لمساكنتهن أو لحاجة لهم إلى المساكن وأن لا يأذنوا لهن في الخروج إذا طلبن ذلك ، إيذانا بأن إذنهم لا أثر له في رفع الحظر ، ولا يخرجن بأنفسهن إن أردن ذلك .
وقوله : ( وتلك حدود الله ) والحدود هي الموانع عن المجاوزة نحو النواهي ، والحد في الحقيقة هو النهاية التي ينتهي إليها الشيء ، قال مقاتل : يعود ما ذكر من طلاق السنة وما بعده من الأحكام ( ومن يتعد حدود الله ) وهذا تشديد فيمن يتعدى طلاق السنة ، ومن يطلق لغير العدة ( فقد ظلم نفسه ) أي ضر نفسه ، ولا يبعد أن يكون المعنى ومن يتجاوز الحد الذي جعله الله تعالى فقد وضع نفسه موضعا لم يضعه فيه ربه ، والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه . 
وقوله تعالى : ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) قال ابن عباس (رضي الله عنه): يريد الندم على طلاقها والمحبة لرجعتها في العدة وهو دليل على أن المستحب في التطليق أن يوقع متفرقا ، قال أبو إسحاق : إذا طلقها ثلاثا في وقت واحد فلا معنى في قوله : ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) .

وقولة تعالى : ( فأمسكوهن بمعروف ) يقول : فأمسكوهن برجعة تراجعوهن ، إن أردتم ذلك بمعروف ، يقول : بما أمرك الله به من الإمساك وذلك بإعطائها الحقوق التي أوجبها الله عليه لها من النفقة والكسوة والمسكن وحسن الصحبة ، أو فارقوهن بمعروف ، أو اتركوهن حتى تنقضي عددهن ، فتبين منكم بمعروف ، يعني بإيفائها ما لها من حق قبله من الصداق والمتعة على ما أوجب عليه لها .
وقوله تعالى : ( فإذا بلغن أجلهن ) يقول : إذا انقضت عدتها قبل أن تغتسل من الحيضة الثالثة ، أو ثلاثة أشهر إن لم تكن تحيض ، يقول : فراجع إن كنت تريد المراجعة قبل أن تنقضي العدة بإمساك بمعروف ، والمعروف أن تحسن صحبتها ( أو تسريح بإحسان ) والتسريح بإحسان : أن يدعها حتى تمضي عدتها ، ويعطيها مهرا إن كان لها عليه إذا طلقها ، فذلك التسريح بإحسان ، والمتعة على قدر الميسرة . [ ص: 444 ](الضحاك)

وقوله تعالى : ( وأشهدوا ذوي عدل منكم ) وأشهدوا على الإمساك إن أمسكتموهن - وذلك هو الرجعة - ذوي عدل منكم وهما اللذان يرضى دينهما وأمانتهما ، وعن ابن عباس (رضي الله عنه)، قال : إن أراد مراجعتها قبل أن تنقضي عدتها ، أشهد رجلين كما قال الله ( وأشهدوا ذوي عدل منكم ) عند الطلاق وعند المراجعة ، فإن راجعها فهي عنده على تطليقتين ، وإن لم يراجعها فإذا انقضت عدتها فقد بانت منه بواحدة ، وهي أملك بنفسها ، ثم تتزوج من شاءت ، هو أو غيره 

وقوله تعالى : ( وأقيموا الشهادة لله ) يقول : واشهدوا على الحق إذا استشهدتم ، وأدوها على صحة إذا أنتم دعيتم إلى أدائها .
وقوله تعالى : ( ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ) يقول تعالى ذكره : هذا الذي أمرتكم به ، وعرفتكم من أمر الطلاق ، والواجب لبعضكم على بعض عند الفراق والإمساك عظة منا لكم ، نعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فيصدق به .
وعني بقوله : ( من كان يؤمن بالله ) من كانت صفته الإيمان بالله ، كالذي حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط عن السدي ، ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ) قال : يؤمن به .
وقوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) يقول تعالى ذكره : من يخف الله فيعمل بما أمره به ، ويجتنب ما نهاه عنه ، يجعل له من أمره مخرجا بأن يعرفه بأن ما قضى فلا بد من أن يكون ، وذلك أن المطلق إذا طلق ، كما ندبه الله إليه للعدة ، ولم يراجعها في عدتها حتى انقضت ثم تتبعها نفسه ، جعل الله له مخرجا فيما تتبعها نفسه . بأن جعل له السبيل إلى خطبتها ونكاحها ، ولو طلقها ثلاثا لم يكن له إلى ذلك سبيل .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عمار بن أبي معاوية الدهني ، عن سالم بن أبي الجعد ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا 
قال : نزلت في رجل من أشجع جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مجهود ، فسأله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "اتق الله واصبر" ، قال : قد فعلت ، فأتى قومه ، فقالوا : ماذا قال لك؟ قال : قال : "اتق الله واصبر" فقلت : قد فعلت ، حتى قال ذلك ثلاثا ، فرجع فإذا هو بابنه كان أسيرا في بني فلان من العرب ، فجاء معه بأعنز ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن ابني كان أسيرا في بني فلان ، وإنه جاء بأعنز فطابت لنا؟ قال : "نعم" 

وقوله تعالى : ( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) يقول : ويسبب له أسباب الرزق من حيث لا يشعر ، ولا يعلم .ووذكر بعضهم أن هذه الآية نزلت بسبب عوف بن مالك الأشجعي .
وعن ابن عباس ، قوله تعالي : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) يقول : نجاته من كل كرب في الدنيا والآخرة ، ( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) .وعن عكرمة ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) قال : من طلق كما أمره الله يجعل له مخرجا .
حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله : ( قد جعل الله لكل شيء قدرا ) قال : الحيض في الأجل والعدة .
يقول احد الدعاة : ( قصة وعبرة )
تلىت هذه الآية :{ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ }
على امراة ؛ فبكت.
فسألت عما يبكيها ؟
فقالت: ما أرحم الله بنا!
انظر كيف أضاف البيوت إلينا!
والمراد : أن البيت ملكٌ للزوج كما هو الأصل الغالب، ومع ذلك أضاف الله البيت للزوجة .. لبيان أنه مملكتها وهي راعيته ومدبرته.

وكتب أحد طلبة العلم :
المعلوم أن الرجل مالك بيته، ولكن الرجل يسكن عند زوجته: (لتسكنوا اليها)
نعم ... إنها بيوت زوجاتكم ..!

📌لماذا نسب الله عز وجل البيت إلى المرأة رغم أنه ملك للرجل ؟!

هذا ما جعلني أبحث عن الآيات التي يُذكر فيها كلمة بيت مقترنة بالمرأة فوجدت هذه الآيات التي تطيب خاطر المرأة وتراعي مشاعرها وتمنحها قدرا عظيما من الاهتمام والاحترام والتقدير ..
*قال تعالى :
{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِه ِ} .﴿٢٣ يوسف﴾
امرأة العزيز تراود يوسف وتهم بالمعصية ورغم ذلك لم يقل الله عز وجل وراودته امرأة العزيز أو وراودت امرأة العزيز يوسف في بيته .
▫ *وقال تعالى :
{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ } .(٣٣ الأحزاب)
▫ *وقال تعالى :
{ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } . ﴿٣٤ الأحزاب﴾
ما أعظمك يا الله !
أليست هذه البيوت ملك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكنها نُسبت لنسائه ؟!
ياله من تكريم!
▫ *وقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنّ } . ﴿١ الطلاق ﴾ .
حتى في أوقات الخلاف وحين يشتد النزاع وتصل الأمور إلى الطلاق الرجعي هو بيتها ..!!
🔸تبقى آية واحدة لم ينسب فيها البيت للمرأة وهي :-

{ وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } . ﴿١٥ النساء﴾
أما عندما أتت المرأة بالفاحشة وبشهادة أربعة شهود عدول لا ينسب البيت لها بل تصبح ساكنا من سكان هذا البيت !
 الآن يسحب التكريم ..!
فأمسكوهن في البيوت !
أي جمال ودقة في آيات الله فسبحان من كان هذا كلامه .
والله ما رأيت ديناً يصون ويرفع قدر المرأة مثل الاسلام . 
هذه حقوق المرأة في كتاب الله وليست حقوقها عند مدعي الحرية والسفور والانفلات
والله اعلم .
المصادر :
تفسير الطبري ، اسلام ويب ، تفسير بعض العلماء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان اسفل الصفحة