الطهارة وشروطها في الاسلام

الطهارة وشروطها 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وبعد :

الطهارة وشروطها :

 الطهارة في اللغة: النظافة والنزاهة من الأحداث،  :

الطهارة وشروطها في الاسلام

واصطلأحا رفع الحدث أوازلة النجس ً.

أهمية الطهارة : 

الطهارة هي مفتاح الصلاة، واعظم شروطها، والشرط لابد أن يتقدم على المشروط.
أحدهما : الطهارة بالماء وهي الأصل في ذلك.
ويدل على ذلك: قوله – تعالى -: ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا ﴾ [الفرقان: 48].

أنواع الطهارة : 

النوع الأول : الطهارة المعنوية : 
تطهير القلب من الشرك وسائر أمراض القلوب التي تحجبها عن الطاعة ، وكذا التطهر عن المعاصي والمخالفات والتنزه عنها وهذا على واجب علي كل مسلم، ويدل على ذلك أن الله تعالى وصف الشركين بأنهمٌ نجس، أي نجسو الاعتقاد بالكفر : قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾(التوبة 28).
 النوع الثاني : الطهار الحسية : فهي قسمان .
1- الطهارة من الخبث : 
كالغائط والبول والدم وغير ذلك من أنواع النجاسات الحسية، وهذه لا يطهرها ؛ الا الماء الطهور عند جماهير أهل العلم، وذلك بأن تغسل به حتى يزال لونها وطعمها وريحها؛ إلا نجاسة الكلب والخنزير وما تولد منهما فلا بد من غسلها سبع مرات إحداهن بالتراب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. 
2- الطهارة من الحدث وهو على قسمين: 
 • القسم الاول : حدث أكبر : 
وهو ما أوجب الغسل كخروج المني وتغييب الحشفة وهي طرف الذكر أو مقدارها من مقطوعها في فرج قبلا كان أو دبر ولو لم ينزل المني ، ويجب الغسل على الغيب، والمغيب فيه ، ومن ذلك وجوب الغسل على المرأة إذا انقطع حيضها أو نفاسها . 
• القسم الثاني : حدث أصغر :
وهو ما أوجب الوضوء وهو خروج شيء من أحد السبيلين سواء كان بول او مزيا أو حصاة أو غير ذلك ،المهم أن يخرج شيء من أحد السبيلين حتي يوجب التطهير منه بالوضوء .

توضيح:  الخبث هو ما وقع على البدن أوالثياب أوالمكان ، واما الحدث هو ما خرج من البدن من بول وغيرها.
س/ لماذا لم يسمى كتاب الطهارة بكتاب النطافة؟
ج/ لان الطهارة اصطلاح شرعي جاء بالكتاب والسنة  : لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (المائدة - الآية 6).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
( لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ ) 

بـــــاب الـمـيـاه

 س/ لماذا قدم باب المياه في كتاب الطهارة ؟ 
ج/لان المياه هي الوسيلة والاداة التي يتطهر بها ولان الاصل لا تقبل الطهارة إلا بالماء ولا يتطهر بالتراب إلا عند تعذر وجود الماء وهناك شروط لذلك حتي يمكن التطهر بالتراب سوف يأتي شرحها فيما بعد . والراجح إن النجاسة تزال بالماء وغيره. وذلك لان الاصل في المياه هو الطهارة .
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قيل يا رسول أنتوضأ  من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلب والنتن ؟ فقال  : رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الماء طهور لا ينجسه شيء .( أخرجه أبو داوود والترمذي والنسائي وصححه احمد)

أقسام المياه 

يمكن تقسيمه من موارده مثل ماء البحار والامطار والابار والمياه المحلاة بالطرق الحديثة التي نستخدمها اليوم . الذي يهمنا هنا هو أنواع المياه من حيث الطهارة والأحكام المتعلقة بالمكلف والأحكام والوضعية.
ينقسم الماء إلى قسمين : 
الشرط الأول : ما صدق عليه اسم الماء ولم يتغير بنجاسة :
فانه ماء طاهر طهور مجزئ ٌ بالوضوء والغسل وإزالة النجاسة مثل الماء مع ورق الشاي يسمى شاي وليس ماء بعد أن يغلى. فلا يصح الوضوء بالشاي .
س ؟ / إذا لم تجد ماء فهل يصح الوضوء بالشاي او المرق ْ 
ج/ لا ، لانه دل عن اسمه وإنما يجوز له التيمم .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ) ( النساء - الآية 43 ) 
فأخبر سبحانه تيسيرا علي أمة محمد صلي الله عليه وسلم في حالة عدم وجود الماء أن ( فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ) . س/ هل صحيح القول بان ثمة ماء طاهرا في نفسة ولكن غير مطهر ولا يجوز الوضوء به ؟  
ج/ نرد عليهم بسؤال: هل هذا الماء الطاهر يدخل تحت اسم الماء ( لم يتغير لونه ولا طعمه ولا ريحته ) فهذا يعني لا يجوز العدول عنه إلى التيمم .
الشرط الثاني: عدم التغير بنجاسة مثل ماء الصرف الصحي : 
فهذا يجعل الماء متغير اللون والطعم والرائحة مما يؤدي الى نجاسته وعدم صحه استخدامه للطهور .
س/ قد يرد على الماء بعض التغيرات مثل الصابون او صدأ من الحنفية او قليل من التراب فهل يجو الطهور به ؟ 
ج/ إذا لازال اسمه ماء فانه يصح استخدامه للطهور. أما التغير بنجاسة فلا يجوز استخدامه. هناك تفصيلت عديدة من بعض العلماء على أنواع الماء نحو ماء طهور مطهر وماء طاهر وغير مطهر ولكن كل الاقوال مرجوأحة وموضع جدال . 
س/ هل يصح الوضوء بفضل المرأة ؟ 
ج/ نعم يصح لان النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الماء لا يجنب)
ما هي النجاسة: النجاسة عين مستقذرة وليست أمرا معنويا .

  باب المياة.

• إن الاصل بالماء الطهارة  ، 
الماء النجس: هو الماء الذي خالطته نجاسة فغيرت لونه ، أو طعمه ، أو ريحته .
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه  قال : قيل يا رسول أنتوضأ  من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلب والنتن فقال  رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الماء طهور لا ينجسه شيء  .
( أخرجه أبو داأود أوالترمذي أوالنمسائي أوصحمحه احمد)
وعن أبي أمامة الباهلي  - ضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إن الماء لا ينجسه شيء  إلا ما غلب علي, لوانه او ريحه أوطعمه  .  (أخرجه ابن ماجه  ,وضعفه أبو حاتم) .
فائدة • : اجمع العلماء على ان الماء المتغير بنجاسة يصبح نجسا .
س؟ هل يؤثر قضاء الحاجة في البحر على طهارته ؟ 
ج/ كلا لان البحر ماءه كثير .
فائدة: الماء الكثير جدا لا تؤثر فيه النجاسة واما الماء القليل اذا وردتعليه نجاسة فغيرته فانه ينجس . 

• الضابط المؤثر في نجاسة الماء هو التغير بالنجاسة بغض النظر عن كمية الماء .
• الماء النجس لا يصح استخدامة في الطهارة والشرب والطبخ . 
• فرق بعض العلماء بين الماء القليل والكثير في أحكام التنجس اذا خالطته النجاسة. مثل كلون الماء و سقط به قطرة بول فانه لا يتغير الماء ولكن الحكم به هو النجاسة .

فعن ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه أوسلم قال : إذا بلغ الماء قلتين لم ينجسه شيء. (أخرجه ابن ماجه أواه بهذا اللفظ، ورواه الترمذي أوالنسائي أوأبوداوود بلفظ) ، وايضا ( إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ). (صحيح)، كما قال والحديث المذكور الالباني في "السلسلة الصحيحة." ولكن هذا الحديث لا يقاوم حديث ابي سعيد "إن الماء طهور لا ينجسه شيء " وذلك لان  إذا كان الماء فوق القلتين هل ينجس؟ ج/ نعم ينجس وانما الحديث خرج مخرج الغالب ولان الحديث لا يدل على ان ما دون القلتين ينجس ولو لم يتغير وان ما فوق القلتين طاهر وان تغير بنجاسة .

• لا ينجس الماء إذا وقعت نجاسة يسيرة استحالت فيه كقطرة بول مثلا .

• رائحة الماء هي اقل أوصاف الماء تأثير بسبب المجاور لشئ نجس بقربه مثل ميتة فان الماء لا ينجس.

طرق تطهير الماء النجس: 

• ان الماء النجس إذا زالت أثاره وصار ماء صافيا فانه يرجع طهورا ً.

• أن يضااف للماء النجس ماء آخر حتى تزول آثار التغير منه.

• المكث ومرور الزمن :فإذا زالت أوصاف النجاسة الثلاثة مع مرور الزمن يحكم بطهارته .

*معالجة الماء بوسائل التقنية الحديثة ، كما يحدث في مياه الصرف الصحي 
تصنف معالجة المياه إلى صنفين: معالجة مبدأيه تزيل%90 تقريبا ◦ ولكن ما زالت موجودة فيها رائحة النجاسة فحكمه لا يجوز استخدامه للطهارة ويستخدم لسقي الأشجار. 
 * معالجة كاملة اي استخراج النجاسة منه فانه طاهرا لانه رجع إلى أوصااف الماء الطهور.
 س/ الماء القليل الذي فيه بول وتم تطهيره بالتبخير فهل يطهر ؟ 
ج/ نعم ما أحكم سقي النبات بالماء الذي بقي فيه اثر نجاسة ؟ 
ج/ النبات يستحيل الماء من خلال عروق الشجر وان الثمر طاهر ولكن لا يجوز سقي النباتات بالمنتزهات لانها تؤذي الناس 
س/ توضأت من ماء وبعدها صليت وثم أخبرك أحد إن الماء غير طاهر. فما الحكم ؟ 
ج/ لا يضر قولهم لان الاصل بالماء ما وجدته عليه من أوصاف الطهارة .
الماء النجس  :هو الماء الذي خالطته نجاسة فغيرت لونه ، أو طعمه ، أو ريحه ، 
لا يجوز استعمال الماء النجس في الطهارة ولا في غيرها كالشرب وطبخ الطعام .
 والله اعلي واعلم .