هل يرخص الافطار في رمضان بسبب فيروس كورونا ؟
لا يجوز للمسلم أن يُفطِرَ رمضان إلَّا إذا قرَّر الأطباء وثبت علميًّا أن الصِّيام سيجعله عرضةً للإصابة والهلاك بفيروس كُورونا، وهو أمر لم يثبت علميًّا حتى هذه اللحظة.فقد حثَّ الإسلام على حِفَظِ النَّفس وصيانتها بكلِّ الطُّرق والسُّبل التى تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر؛ ومن ذلك ما قعَّده الفقهاء من القواعد الوقائية فى الشريعة الإسلامية بقاعدة (الدَّفع أقوى من الرَّفع): حيث قرَّروا فيها بأنه إذا أمكن رفع الضَّرر قبل وقوعه وحدوثه؛ فهذا أَولى وأفضل من رفعه بعد الوقوع، فهذا من باب العلاج الوقائي؛ لأنَّه إن أمكن علاج الأمر ودفعه قبل حدوثه فهذا يُجَنِّب المجتمع الأضرار والكوارث التى من الممكن أن تحدث إذا لم نُسرع بمعالجة الأمور.
ولكن هناك تساؤل ألا وهو: هل من الأمور الوقائية كون الفم رطبًا دائما حتى لا يُصاب الشَّخص بعدوى فيروس كورونا المستجد؟ وهل يتوجَّب على المسلم الإفطار فى رمضان كإجراء وقائى بترطيب فمه؛ ليحمى نفسه من العدوى بهذا الفيروس؟
والحقيقة: أنه لم يثبت علميًّا -حتى الان - كما جاء عبر الموقع الإلكترونى لمنظمة الصحة العالمية أنَّ شرب الماء من الإجراءات الوقائية الحاسمة من الإصابة بهذا المرض، وقد أجابت منظمة الصحة العالمية عن سؤالين عبر موقعها الإلكترونى مفادهما كما يلى:
السؤال الأول: هل شرب الماء يخفف من التهاب الحلق؟ وهل يقى من العدوى بمرض فيروس كورونا-2019 (كوفيد-19)؟
فأجابت: «من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة فى الجسم مما يحفظ الصحة العامة، ولكن لا يقى شرب الماء من العدوى بمرض كوفيد - 19».
السؤال الثاني: هل تساعد الغَرْغَرَة بغسول الفم على الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد؟
فأجابت: «لا، لا توجد أى بيِّنة او دليل على أنَّ استخدام غسول الفم يقى من العدوى بفيروس كورونا المستجد.. بالرغم من ان هناك بعض العلامات التجارية لغسول الفم قد تقضى على جراثيم معينة وذلك لبضع دقائق فى اللُّعَاب الموجود بالفم، لكن لا يعنى ذلك أنها تقى من العدوى بفيروس كورونا المستجد - 2019م».
وعليه: فلا يجوز للمسلمين الإفطار فى رمضان إلا إذا ثبت علميًّا أنَّه في حالة عدم شرب الماء يسبب تأثيرًا صحيًّا على الصائمين وانه قد يصيب الانسان بالضرر ؛ كإجراء وقائى لهم من الإصابة بهذا المرض بالإفطار فى رمضان؛ فيرجع فى حكم ذلك للأطباء الثِّقات وما يرونه؛ للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص فى هذه المسألة، وقرارهم مُلزِمٌ لكلِّ صائم مسلم بالإفطار من عدمه.
وإذا أراد الصائم لأى سببٍ آخر أن يجعل فمه رطبًا، فقد سَنَّ له الإسلام المضمضة حال الوضوء، فيستعين بها على ترطيب فمه؛ شريطة ألَّا يُبالغ فى ذلك؛ كى لا يدخل الماء إلى جوفه فيبطل صومه؛ وذلك لما جاء عن سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ هَشَشْتُ فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ مِنْ الْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ» قُلْتُ: لا بَأْسَ بِهِ، قَالَ: «فَمَهْ» [أخرجه أبو داود]، فقوله: «أَرَأَيْت لَوْ مَضْمَضْت مِنْ الْمَاء»: فِيهِ إِشَارَة إِلَى أن مجرَّد المضمضة حال الصوم ليس فيها شيء إذا لم يدخل الماء فى جوف الصائم.
والله اعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق